بغداد، 29 مارس/آذار (إفي): انطلقت قبل قليل أعمال القمة العربية الـ23 في بغداد، بعد تأخر الجلسة الافتتاحية ساعة عن موعدها، والتي يأتي عقدها بعد نحو عقدين بالعراق، في مناسبة استثنائية كونها الأولى بعد ثورات "الربيع العربي"، وأيضا عودته إلى محيطه العربي بعد تسع سنوات من العزلة.
وقد وصل إلى بغداد لحضور القمة، الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان، والسوداني عمر البشير، والتونسي منصف المرزوقي، والفلسطيني محمود عباس، والصومالي شيخ شريف أحمد، وجيبوتي إسماعيل عمر، وجزر القمر اكليل ظنين، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح.
وفي القصر الجمهوري بالمنطقة الخضراء بدأت الجلسة الافتتاحية، التي ترأسها الرئيس العراقي جلال طلباني، بحضور عشرة من قادة الدول العربية، ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي احسان أوغلو، حيث تنطلق القمة بجدول أعمال تم اختزاله إلى تسعة بنود فقط بدلا من 40 بند كما هو معهود.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ليبيا رئيس الدورة السابقة للقمة العربية، والذي أعلن خلالها رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، عودة العلاقات مع العراق وأيضا العمل العربي المشترك مجددا عبر قمة بغداد بعدما واجه أزمة حقيقية، معترفا في الوقت نفسه بعدم تحقيق انجازات خلال الدورة الماضية من القمة العربية التي كانت تترأسها بلاده.
يذكر أن ليبيا ترأست القمة العربية 22 في مارس/آذار 2010 بمدينة سرت الليبية، وذلك قبل نحو عام من ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بحكم العقيد الراحل معمر القذافي الذى قتل في 20 أكتوبر/تشرين أول الماضي على يد الثوار.
وسيتبع عبد الجليل، كلمة رئيس القمة الحالية جلال طالباني، ثم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وبان كي مون ثم إحسان أوغلو، يعقبهم كلمة الرئيسين الفلسطيني واللبناني، ثم تبدأ جلسة العمل الأولى المغلقة لمناقشة جدول الأعمال وإقرار بنوده، تليها جلسة خاصة مغلقة أيضا للقادة العرب ورؤساء الوفود.
ويشار إلى أن زيارة أمير الكويت لبغداد تعد الأولى منذ اجتياح بلاده من قبل نظام صدام حسين عام 1990 ، فيما أن "شروطا خليجية" رهنت مشاركتها ورفع تمثيلها بمدى استجابة العراق لدعوات تغيير موقفه من الأزمة السورية الذي يعتبرونه داعما لنظام الرئيس بشار الأسد على حساب الانتفاضة الشعبية، كما هددت، بحسب ما كشفت مصادر دبلوماسية لـ(إفي)، بالانسحاب في حالة طرح ملف أزمة البحرين.
ومن المنتظر أن يصدق الزعماء العرب على اقتراح من ست نقاط مقدم من المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الذي يسعى إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي فيما أطلق عليه "الفرصة الأخيرة" لحل الأزمة السورية.
ويتناول جدول أعمال القمة تقرير الأمين العام للجامعة عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وبحث تطورات الوضع في سوريا، واليمن، والصومال، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب الدولي وسبل مكافحته، ومشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي.
ووفقا لبرنامج المؤتمر، تستمر فعاليات القمة حتى الساعة 4:30 (ت م)، حيث تعقد الجلسة الختامية العلنية بتلاوة (اعلان بغداد) الذي سيركز بشكل رئيسي على تفعيل العمل العربي المشترك و"حل الخلافات داخل البيت العربي"، تليه الكلمة الختامية لرئيس القمة جلال طلباني، يعقبه المؤتمر الصحفي.
جدير بالذكر أن قطر ستستضيف القمة العربية المقبلة عام 2013 بدلا من سلطنة عمان التي اعتذرت عن عقدها بمسقط بسبب ظروف، قالت إنها "موضوعية" تتعلق بها، بحسب ما أعلنه مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير عفيفي عبد الوهاب. (إفي)